Home | Gottfried Hutter -> | honorablepeace.com -> | honorablepeace.de | Impressum | Datenschutz


رؤية جديدة للسلام فى الشرق الاوسط

 

تمثل فى ذات الوقت إجابة روحية  لصراع الحضارات بين الاديان الابراهيمية الثلاثة

 

 

 

يمثل الصراع الدائر فى الشرق الاوسط صداماً عنيفاً بين حضارتين مختلفتين  ، ولكن بنظره ثاقبه راميه للحل   يتضح جليا بان هاتان الحضارتان او الثقافتان ذواتا التعقيد تعود جذورهما الى ثلاثة أديان مختلفة اصلها رجل واحد هو النبى ابراهيم ، ولذلك يعتبر مفتاح السلام فى يده .

 

ومن هذا المنطلق سأحاول فهم ماجرى لاْصل هذه الاديان الثلاثة  من حيث طرق تطورها التاريخى  ،  وكذلك ايضا ان الاديان الثلاثه  مازالت النيه متوفره لديهم وهى متطابقه مع نيه ابيهم الاصل . وهذه هى القاعده الاساسيه التى تقوم عليها رؤيه السلام المطروحه هنا .

 

اصل كل من الحضاره اليهوديه ـالمسيحيه ـوالاسلاميه:

طبقا  للانجيل والقران  ـلقد بدأ النبى ابراهيم ـالعراقى الاصل ، [من مدينه عر] فى عصره بثورة ثقافية مازالت أثارها الاسطورية ملموسة الى يومنا هذا . فقد استطاع النبى ابراهيم ان يخلص نفسه من الاساطير الدينية والثقافية لاجداده ، والتى تميزت بتعدد الآله ، وذلك لاكتشافه لحقيقته البشرية الكاملة وتلك القوة التى تعتبر اصل الكل .وبذلك لم يجد القوه الخلاقه كمصدر لحياته فحسب ، بل النظره الكامله لتلك القوه ..

وبقبوله لخصوصيات هويته فى كل لحظة من لحظات حياته ادى ذلك لاحترامه للجنسيات الاخرى ومن ثم لمس فى نفسه النظرة الكاملة لهذه القوة . تلك القوة التى يستمد منها حياته . ولذا كان فى مقدوره حل كل الصعاب التى واجهته فى حياته بطريقة نالت رضاء كل الاطراف المشاركة وبهذه الطريقة ادرك فى نهاية المطاف تحقيق كل احلامه .

واصبح كما هو فى رؤيته الاصليه ، ابا لتلك القبيله  او الشعب الذى كان آنذاك حديث عهد بدين التوحيد ، ذلك الشعب الذى ينظر الى نفسه اليوم بانه  ًًًشعب الله المختار ً .

 

احفاد ابراهيم  :  

 

ولم يأل الانجيل جهداً فى وصف البشر من الاجيال المتأخرة بانهم عجزوا مراراً عن فهم الرؤية الابراهيمية ، لذا جاء بعد ذلك اناس ليصلون ماانقطع من الخيط الابراهيمى وارجاعه لاصله وهؤلاء البشر هم ما يطلق عليهم’’ الانبياء’’ حيث شهدت بعثاتهم بدايات جديدة لاديان حقيقية وبذلك شهدت بعثتهم فترات ازدهار ثقافية .

مثل عهد موسى وداؤد .

ومن بين هؤلاء الانبياء كان النبى عيسى الذى جاء مؤخراً وكان تصوره لتلك الحقيقة بانها تلك القوة الخلاقة التى اوجدت كل شىء أى‘‘ الاب‘‘ الاصل . ذلك الاب الذى يهتم بأبنائه غاية الاهتمام ويوفر لهم كل شىء يحتاجونه فى وقته وكل فرد يمكن ان يتصور ذلك ويقبله يمكن ان يعتبر نفسه ابناً للرب وان البشر من حوله ماهم الا إخوانه واخواته فعليه ان يعاملهم من هذا المنطلق اى بكل عطف وحنان .وبذلكك يمكن ان يحل الملكوت السماوى على الارض .

وبما ان   عيسى    جسد ذلك المنظور للحياه بطريقه مثلى ،  اصبح عيسى نسخة‘‘ لابن الرب‘‘ وعلى هذا الدرب سار كل الذين يتمسكون بتقاليده تباعاً .

 

وبعد ان اطاحت هذه النظرة بالاطار القومى ‘‘لشعب الله المختار ‘‘ اصبحت دينا عالمياً ، وهذا بالذات ما ادى لحدوث سوء فهم جديد ، وكان اعتراض النبى الجديد لذلك متمثلا فى الاتى :

اذا اعتبر عيسى ‘‘الابن الوحيد للرب‘‘ فان هذا يعنى ان بقية البشر الآخرين ماهم الا أبناءاً غير حقيقين للرب !! هذا ماراه النبى الجديد محمد . مستندا فى ذلك مرة أخرى، على النبى ابراهيم واستسلامه المباشر لتلك القوة التى رآها هو ايضا اصلا لكل الوجود .

ولكن هذا الخضوع – هذا الاسلام الذى جاء به النبى محمد لم يخلو مؤخراً من سوء الفهم ومن الخلط بينه وبين النظم والتقاليد المحلية التى كانت سائدة آنذاك .

 

الوضع الراهن ـ  نتيجه عدم الفهم الكافى:

وهكذا نجد اليوم ثلاثة أنظمة دينية ثقافية متابنية كل واحدة من تلك النظم تدعى بانها المالك الوحيد للحقيقة المطلقة ، متهمة ماسواها بعدم إمتلاك الحقيقة وهذا هو مربط الفرس اى الخلفية الغير روحيه  والغير مقبولة  من الطرف الآخر ،  والتى تكمن خلف صراع الحضارات .

وبما اننا ننوى الوصول لحل الصراع وهذا ما يحتم علينا الرجوع مرة أخرى الى أصل الاديان الثلاثة المتناحرة حاليا لفهم جوهرها .

 

صوره الحل العصريه _ معبد مقدس لكل الاديان السماويه الثلاثه:

 لا بد لنا من الرجوع الى مصدر الاديان السماويه الثلاثه ، اذا اردنا حلا جذريا للصراع  والتطلع من ذلك المنظور الى حل مستقبلى للصراع  :

كيف يجب ان يكون سلوك الاديان الابراهيميه الثلاثه تجاه بعضهم البعض ؟

كيف يمكنهم تقدير مصدرهم الجامع ؟ مهى الرموز التى يجب ان يستخدموها لاظهار وحدتهم الاساسيه ؟

لابد ان يكون جليا لاتباع كل واحد من هذه الاديان الثلاثه ، بان النوايا الاساسيه للدينين الاخرين تنطبق مع نواياهم .

ولتسهيل تصور هذه العملية اسمحوا لى بان اعطيكم صورة تاخذكم لتصور الحل المستقبلى والذى ستكون القدس مسرحا لعرضه ،  لان القدس وبناءا على نبوه قديمه وارده فى الاديان الابراهيميه الثلاثه ، سيكون فيها معبدا مقدسا لجميع الشعوب  .   وباختصار آمل ان يسهل ذلك المثال الخاص بانشاء المعبد الجديد فى التصور الملموس للسلام .

وفى نهاية  عمليه التفاهم هذه  واذا تم قبول الاعتراف  والتقدير المتبادل للاديان الابراهيمية الثلاثة بصفة عامة يمكن تحقيق ذلك المثال فى صورة هيكل معمارى، اما فى الوقت الراهن فان تلك الصورة ماهى الا وسيلة لنقل الرسالة .

 

الرمز الحاضر لمعبد القدس  ( الحرم الشريف )  :

اسمحوا لى ان نبدأ سوياً بالقاء نظرة للرمز الذى يمثله الحرم الشريف  اليوم :

يعتبر الحرم الشريف المكان الثالث المقدس عند المسليمين  فى كافه انحاء العالم  ، حيث بدأت  من هنا رحله  الاسراء والمعراج  المعروفه للنبى محمد ، وفى هذا المكان بنى المسلمون قبه الصخره المشهوره .

كما كان ذلك المكان سابقا معبدا للنبي سليمان وهيرودس .

كما  يمكن حتى اليوم زياره قدس الاقداس هناك .

 كما تم بناء المعبد اليهودى فى ذلك المكان  ، وطبقا لما يرويه الانجيل ، فان ذلك المكان هو المكان الذى وقف فيه النبى ابراهيم معلنا إستعداده للتضحية بابنه ، حيث امره الله باصطحاب ابنه الى جبل ( مورياح ) ، كما كان يسمى آنذاك ، والتضحيه به هناك.

وبالرغم من ان قصه الفداء عند معظم المسلمين تختلف عما ذكرناه ،فان قبه الصخره تقف تماما فى المكان الذى وقف فيه ابراهيم ، معلنا استعداده ،بالتضحيه بابنه .

واخيرا وليس اخرا ، فان ذلك التصور الباطنى والاستسلام الكامل للنبى ابراهيم  ، مثالا للنبى محمدوباعثا مطلقا للروح الاسلام .

 

النبى ابراهيم واليهود العلمانيون:

فى الوقت الذى يرى فيه الانجيل ان النبى ابراهيم باستعداده للتضحية بابنه انه بذلك قد نجح فى الامتحان الالهى ، يرى الكثير من العلملنيين اليهود اليوم ومعظم العقلانيين من الغرب انه نسبة لاستعداده ذلك لم يجتاز الامتحان بل يراه اليهود العلمانيون نوع من الجنون . ويرجع الاختلاف بين وجهتين النظر الى ان اليهود العلمانين ينأون عن قصد عن خبرة القيادة الباطنية التى أكتشفها النبى ابراهيم والتى حررته بدورها من معتقداته الخرافية والتى كانت نتيجتها تقديم التضحية البشرية .

يعتمد اليهود العلمانيين على العقل فقط وذلك من شأنه ان يقدم على اى حال على القيادة عبر التمسك بالمعتقدات الخرافية او العواطف ، وقد تسببت تلك الفكره فى عدم فهم الدين  فى احداث    ا هوالا مفظعة الى يومنا هذا ، وكل ذلك باسم الدين .

وعلى ضوء هذه اليقظة لابد ان يشار الى العلمانيين من اليهود والمسيحيين والمسلمين بانهم الخلفاء الحقيقيين للنبى ابراهيم لانهم فى حقيقة الامر يتبعون ماتمليه عليهم قيادتهم الباطنية على وجه الدقة والتى من شأنها ان تجعلهم فى يقظة تقيهم مخاطر الوقوع فى سوء فهم الدين، لذا يجب إحترامهم لاتصافهم بالاخلاص.

 

النبى ابراهيم :  المسلم الاصل  (اليهودى ـ المسيحى )  جوهر الاسلام :

ماكانت الحالة الباطنية التى رعاها النبى ابراهيم الا حالة للاستسلام اليقظ  ، حالة قبول الحقيقة كنوع من التحدى  ، هذا التصور للاستسلام والخضوع للحقيقة الكاملة والقوة الخلاقة التى تديرها والتى لذلك تسمى ‘‘ اله‘‘  وهى ماتعرف فى اللغة العربية منذ سالف الازمان : إسلام  .

وبما ان تلك القوة ظهرت مؤخراً فى الدين الاسلامى حاملة اسمه الا ابها بطبيعة الحال كانت النواه الدائمة لروح الكتب المقدسه ، ويعتبر هذا النوع من  الخضوع والاستسلام المصدر  الوحيد والحقيقى للسلام  فى العالم اجمع من وجه نظر اهل المذاهب الروحيه .  

وخير شاهداً على هذه الحقيقة هى قبة الصخرة التى بناها المسلمون وهى فى مكانها الصحيح هذا تقف شاهداً لكل الاديان الابراهيمية الثلاثة توثيقاً للوضع الروحى الذى ترجع اليهودية اليه . كما ان حقيقه تضحيه المسيح بنفسه (والتى يجب ان توضح بطريقه اعمق ، لفهم معناها الحقيقى)  تؤكد تماما هذا الوضع الروحى والذى صيغ مؤخراً من جانب الروح الذى آوحى الى النبى محمد من خلال رحلة الاسراء والمعراج – كل ذلك تم من ذلك المكان .

وانطلاقا من هذا المفهوم فان الدين الذى يحمل اسم الاسلام هو اساس اليهودية والمسيحية ولذلك لابد من بقاء قبة الصخرة فى مكانها الذى فيه بل ويجب ان يحمى من كل الاديان الثلاثة الموجودة فى المنطقة .

 

جوهر اليهوديه :

 

والان نتحدث عن جوهر اليهودية :

 

يعتبر اليهود‘‘ شعب الله المختار‘‘ نظراً للقوة الروحية التى آوجدت الوجود ومازالت تحركه وانطلاقاً من هذا المفهوم فإن على اليهود ان يكونوا فى غاية الانتباه ، لمراعاه دورهم كشعب مختار ، كما عليهم ان يكونوا اكثر يقظه ،مع احترام بقاء الحقيقه الباطنه للبشر والخلق لاننا كبشر يحدونا الخطر دائما للركود والوقوع فى براثن العواطف والتصورات المسبقه  والتشبث بافكار ما ـ وهذا مايعكسه الصراع الاسرائيلى – الفلسطينى بين الحين والاخر .

 

فى عرضى لرؤية السلام هذه احب ان اذكر اليهود بدورهم الحاضر كشعب الله المختار وبما ان التصور لحل الصراع يبدأ بالجوهر فان هذا لايعنى مطلقاً التحييز او النظرة الآحادية لان ذلك من شأنه تعقيد المسألة وعلى النقيض من ذلك فان الطرح الذى تقدمه يقدم رؤية شاملة وكاملة للحل

وهذا يعنى بالنسبة لشعب الله المختار النظر الى دورهم كشعب الله المختار الذى لعبوه ويريدون ان يلعبوه فى الوقت الحاضر .

بكل وضوح يجب على اليهود اذا قبلوا دورهم حقيقة ان يكونوا نموذجاً يحتذى به وهذا يعنى ضرورة كونهم قوة تكامليه فى العالم ذات نظرة كاملة للعالم لمساعدة شعوب العالم المختلفة للحصول على مكانها المبارك فى ذلك العالم الكلى .

وحتى يتمكن اليهود من القيام بذلك الدور لابد ان يتبؤا مكانهم المرموق ولو كان رمزاً ولابد من الاشارة هنا ان هذا التمييز لايعنى انهم افضل من غيرهم ولكن من شأن ذلك الدور ان يجعلهم يتعاملون مع القضية باهتمام وحساسية اكثر ـاذا قارن الانسان ادوارهم التي قاموا بها قديما .

 

وظيفه ووضع المعبد اليهودي فى الوقت  الحاضر :

يحلم اليهود بعوده المسيح وتأسيسيه للمعبد الجديد ، وبما ان المسلمين والمسيحيين يعتقدون ايضا بعوده المسيح  ، لابد ان تمثل عودته نفس الشئ بالنسبه للجميع .

 ولهذا السبب لايمكن ان تكون وظيفة المعبد اليهودي الجديد ، الذى سيأتى به المسيح ،  وفي ظروفنا الراهنة ، مطابقة  للظروف والوظيفه التي انشأ من اجلها  في الماضي.

 وكما اسلفنا القول بانه سيكون معبدا مقدسا لجميع الشعوب ، وفى غالب الاحتمالات سيكون المعبد ليس لليهود فقط بل للدينين الابراهيمين الاخريين .

 

 وهذا المعبد الجديد سيكون رمزاً عاليا يلجأ اليه ‘‘ شعب الله المختار‘‘  فى الوقت الحاضر ، كما كان دورهم التاريخى سابقا ، وهذا مايتطلبه ’’قدس اقداس اليهود‘‘ ، موقع رمزى يتيح لهم إلقاء نظرة من موقع وقوف نبيهم ابراهيم ، فى مكان الاختبار الاخير  وكما كان الدور التاريخى ’’ لشعب الله المختار ’’ دورا مميزا ،فلابد ان يكون موقعه الذى سيحتله فى هذا البناء  مكانا مرموقا ايضا . وبما ان هذا المعبد المزعم انشاءه مستقبلا ، يعتبر رمزا يلجأ اليه الشعب اليهودى دوما ، يتطلب ان يكون موقعه متيحا لالقاء نظره من موقع اساسه بغض النظر عما اذا كان هذا الجزء من قدس الاقداس مدعوما من سطح الارض ، او اذا كان فى وضع اشبه ( بالطائر) .

 ولاظهار التطابق مع نيه ابراهيم ، الاب المؤسس ،لابد ان يكون موقع قدس الاقداس هذا فوق

 موقع الاختبار الاخير ، اى فوق قبه الصخره تقريبا – وفوق مواقع قدس الاقدس للمعبد السابق .

 

وطبقا لما ترويه الاديان الثلاثه فان الهدف من عوده المسيح هو انقاذ الشعوب  ، وحملها الى الحضور الى القدس  لتعظيم الاله هناك ، وبدلا من ان يحكم عليها سيقوم المسيح بتقييم كل صور تعظيم الاله الحقيقيه بشتى انواعها المختلفه ، اى انه سوف يحترم التنافس الخلاق والدائم للافكار ، للاديان الابراهيميه والمتعلقه  بمقتضيات العصر .

وفى نفس الصياغ فانه سيحترم الاختلافات الموجوده والمتعلقه بالمعبد الجديد ، ولذا ستكون كل وجهات النظر المتباينه هذه – بما فى ذلك وجه نظر هؤلاء الذين لايريدون معبدا ، متمثله فى معبده الجديد ، وهؤلاء لابد ان يكون لهم معبدا للتسامح ، كما هو الحال بالنسبه للاديان الاخرى ، لاسيما للتعدديه داخل – شعب الله المختار – نفسه .

وقد يكون ذلك الامر صعبا تصوره على اليهود المتشددين ، حيث لايوجد ذلك المثال فى معتقداتهم – ولكن لا يضيرهم شئ اذا حاولوا فهم تلك الصوره المثاليه والتى تهدف لتمهيد الطريق للمفاجآت التى سياتى بها المسيح حتما . وان ذلك سيساعد المسيح اذا تصورنا انفسنا والمعبد الجديد فى صوره مرئيه  معقده مشابه للتعقيدات المتعلقه  بالضريح المقدس ، حيث لايمكن بالمره ان تكون الحقيقه الكامله ممثله فى جزء واحد، بل انها تكمن فى التنوع .

وتلك النقطة التى يرمز لها العدد 12 الذى يعود على القبائل اليهودية الاثنى عشر وبذلك فقط تكون اسرائيل قد توحدت وفى ذات الوقت نكون قد توحدنا معها ومع العالم والقوة التى تديره لاننا سنكون وقتها نحن انفسنا احرار فى اتباع الطريق التى نراها مهما كانت طالما كانت مطابقة لحقيقتنا .

وذا استطاع اليهود من تحقيق تلك الصوره المرئيه للمعبد ،سيكون باستطاعه الاديان الثلاثه الاخرى بتصور معبدهم المقدس  والمشترك فى المكان المقترح – ومن ثم يمكن ان ياتوا ..-

الجانب المسيحى فى هذه الرؤيه:

 

واخيرا اتحدث عن دور المسيحيين فى رؤية السلام هذه :

 

بما ان  الموضوع هنا او الفكرة اساسها روحى ، يمكن القول بأن المسيحية فى رمتها تتجسد فى ان المسيح هو المظهر المجسد  ‘‘لابن الرب ‘‘ وهو مايمثل محور هذا العالم وكما وصف المسيح نفسه بانه  ‘‘ابن بشرى ‘‘ وهذا مايصبو اليه خلفاؤه الحقيقيون وكذلك فان محور هذا المشروع هو المحور البشرى ، ويقترح هذا المشروع ضرورة ان تكون قبة الصخرة فى الجزء الاعلى من المنصة حتى تمثل من ناحية معمارية هذا المحور الذى اشرنا اليه ولتكون شعارا لرحله اسراء ومعراج  النبى محمد ،   وهذا المحور من شأنه ان يجعل البشر يتسآلون ماذا تعنى الانسانية حقيقة ؟ وذلك حتى يتمكنوا فى الختام من فهم معنى الانسانية الحقة وانها تعنى استقبال الهداية والثقة فيها وانها نابعة من حالة باطنية روحية كما تحقق واوصى بها كل من النبى ابراهيم والنبى عيسى والنبى محمد . وانها ليست ميزة يحتكرها البعض ، وطبقا للاقوال الواردة فى الاديان الابراهيمية الثلاثة فان الامكانية متاحة لكل شخص للاستفادة من الوضع الروح الباطنى الذى يتفق مع كل شخص .

ذلك هو الدور التاريخى للمسيحيه، وكما سبق القول بالنسبه لدور الاسلام واليهوديه،

 يمكن ان يقبل ويحترم  الدور الذى وصفناه للدين المسيحى من جانب الاديان الثلاثه  وذلك دون ان يرجع اليهود الى فكره ان عيسى كان المسيح ودون ضرورة ان يعتقد المسلمون ان للرب ولداً واحداً فقط . فالكل فى حاجة لقبول ماجاء فى الانجيل عن خلق الانسان .

ان القوة الخلاقة خلقت البشر - كنسخة منها - وهذا مايعنى إمكانية ظهور الرب فى البشر ومن ثم العيش مع تلك الحقيقة .

 

النتيجه:

ومن هذا المنطلق يمكن ان يعتبر كل واحد من الاديان الثلاثة ، بانه طريق صالح ومتكامل وبامكانه تحقيق العلاقه الكامله بين الانسان والقوه الخلاقه ، اى   ثلاثة مظاهر للعلاقة بين البشر والقوة الخالقة وبهذه الطريقة يسود الود بين الاديان الثلاثة ومن ثم سيسود الاحترام المتبادل وستكون نتيجة ذلك التعاون ونوع جديد من التكامل يحتفظ كل جزء فيه بهويته دون التنازل عن جزء منها والاحتفاظ بكل فروقاتها وعدم محابتها لان كل جزء من تلك الفروقات هو نوع من ثراء الهوية نفسها .

ومن الطبيعى ان يسقط بعض الشئ من ذلك ،متمثلا فى التعالى المصطنع للنفس البشريه  التى تعتقد بانها المالك الوحيد للحقيقه .

ومن الاشياء التى ستسقط ، ذلك الجنون المتمثل بان شخص ما افضل من غيره ،او ان من حقه قتل كل ما يخالف رأيه .

اما الذى سيبقى فهو الانسان ، الذى كرمته كل الاديان السماويه بانه خلق الله ، الذى احسن خلقه وكرمه  ومن ثم واجب عليه احترام  وحسن معامله اخوانه من البشر .

والى ذلك ستقود كل الطرق التقليديه وبكل شفافيه وبدون الحاجه الى التذكير دوما- انهم جميعا يمثلون تلك الصوره الكامله .

ومن الناحيه المعماريه فيرمز الى المسيحيه     فى مجموع   المبنى المقدس بالصليب ، متكونا    من منصته   والمحورالرأسى  والذي يرمزالى الصله بين السماء والارض وفى ذات الوقت الى بعثه المسيح والى رحله الاسراء والمعرج للنبى محمد .

ان مكان المسيحيين يعتمد فى الاساس على مكان اليهود ، وكذلك لنوضح ان الوحى المسيحى  بالوحى القديم لشعب الله المختار .

 

 

 النتيجه الختاميه :

 

وبهذه الطريقه  يكون كل واحد من الاديان الثلاثه قد عرض من  حيث وضعه النسبى بالنسبه للاديان الاخرى وفى ذات الوقت يمكن ان يرى كل واحد من الاديان الثلاثه نفسه كدين كامل وصالح وطريق كاف ، ليحقق العلاقه الكامله بين الانسان والقوه  الخلاقه  - وبهذه الطريقه يكون فى مقدور الاديان الثلاثه ان يفرحوا ببعضهم البعض ، ومن ثم سيكون الاحترام المتبادل سائدا وموجودا من نفسه .                                                                                                       

 

 

 رسم بيانى:

الرسم البيانى يوضح العلاقه الروحيه بين الاديان الابراهيميه الثلاثه ، ومساحتهم الرمزيه مع الاشاره الى معبد القدس ، والمعبد المرغوب فى انشائه فى القدس .

(انظر الرسم البياني)

عزيزى القارئ :

 

بما ان كل الاديان الثلاثه يتوقعون مجئ المسيح ، يجب على كل واحد منهم تصور السلام وممارسه الاحترام المتبادل.

 

وحتى نتمكن من تحقيق هذا التصور بسهوله ، اقترح عليكم تصور ذلك الرمز المعمارى الذى يرمز للوحده ، والذى وصفته لكم ، ووضعه فى الاعتبار .

 

 


يمكنكم الحصول على كل النصوص الخاصة بالمشروع من شبكة الانترنت وذلك بخمسة لغات مختلفة عن طريق العنوان الاتى :

 

www.Tempel-Projekt.de

gottfried.hutter@gmx.de